|
اسم العمل: لا تحاكمني.. فقط أنظر إلى أعمالي (Do not judge me, just look at my work!) نوعه: كولاج الخامة: قماش مطبوع على خشب اسكندينافي معالج بطريقة خاصة عدد القطع: 6 قطع المقاس الكلي مع الإطار: 36×32 سم لكل قطعة :فكرة العمل يناقش العمل مشكلة كبيرة مرتبطة بالفن المعاصر في العالم ككل، حيث لم يعد الإنتاج الفني هو المحك الرئيسي للحكم على براعة الفنان واختياره، بل تتدخل عوامل أخرى مرتبطة بالشكل لتتحكم بمصير الفنان ليتحول من شخصية منهمكة بالعمل في مرسمها الخاص إلى شخصية صالونات تلهث وراء الأضواء والشهرة. وعلى الرغم من أن الشخصية الرئيسية في العمل هي المرأة المنقبّة، إلا أنه يطرح مشكلة التمييز ضد الشكل الخارجي سواء كانت بسبب عرق الشخص العامل، دينه، قباحته، إعاقته، أو أي سبب قد يعرضه لحكم يشكك في كفاءته المهنية بناء على أنماط محفوظة مسبقة (stereotype) ضد أي جماعة يمثلها هذا الشخص. ولتكون الرسالة اقوى أكثر صدماُ للجمهور قامت الفنانة باقتباس عمل سابق لفنان الجرافيتي البريطاني (بانكسي) والفرنسي (دوجا) للتذكير بأن هذه المشكلة رغم قدمها لم تنتهي بعد. فـ(دوجا) رسم صف الرقص في أوبرا باريس في القرن التاسع عشر محتجاً على طريقة اختيار راقصات الباليه المعتمدة على شكلهن الخارجي وأمور أخرى لا علاقة لها بموهبتهن الفنية، مما جعل (بانكسي) يستخدم نفس العمل في القرن الواحد والعشرين مع إضافة شخصية (سايمون كاول) محكم برامج المواهب الفنية المتلفزة ليحتج من جديد على الطرق الجديدة التي تدعي البحث عن الموهبة الحقيقية في حين أنها تبني حكمها الرئيسي على شكل الفنان. ثم يجيء دور الفنانة هنا لتستبدل راقصات الباليه بشخصيات سيدات منقبات يحاولن الواحدة تلو الأخرى الولوج على استحياء في هذا العالم. وفي كل مرة تُقْبِلْ إحداهن نَجِدْ أن نظرات المحكّم الساخرة موجهة إلى وجهها لا إلى عملها، مما يضطرهن جيلا بعد جيل إلى ابتكار الطرق التي تضطره للنظر إلى أعمالهن (وهو ما رُمِزَ له حين رسمت المرأة التي تختبيء خلف لوحتها رافعة إياها في مستوى الوجه ليجبر على النظر إليها). وبالنهاية تسيطر الشخوص المنقبة على المشهد كنوع من الرمز إلى أنه سيأتي اليوم الذي يتم فيه الاعتراف بجدية الفنانة السعودية وكفائتها إذا ما استطاعت الاستمرار في العمل ولم تستسلم للإحباطات. وتكمن قوة المشهد في تضاد اللون الأسود للحجاب وحلوله محل بياض رداء راقصات الباليه بالإضافة إلى نظرات أعينهن الثاقبة عكس انكسار وخنوع راقصات الباليه الأوروبيات، ليصدم المشاهد ويجعله يقف مع نفسه وقفة مواجهة ويراجع كل أحكامه السابقة في الفن. هل يحدث الوجه فرقاً؟ |