|
اسم العمل: هل يحدث الوجه فرقاً؟ (Does a face make a difference?) نوعه: نحت وكولاج الخامة: حجر جيري وقماش مطبوع عدد القطع: 64 قطعة صغيرة على قاعدة المقاس الكلي للتنصيب: 2×0.6 متر مقاس القطعة الواحدة: 6×4×12 سم :فكرة العمل يطرح العمل سؤالاً هاماً عما إذا كان يجب رؤية وجه الشخص (شكله الخارجي) للاعتراف بجدارته وانجازاته. إن الشخصيات المجهولة والعاملة بصمت غالباً ما يساء الحكم عليها ويتم الاستهانة بقدراتها في الزمن المعاصر الذي سيطرت فيه ثقافة المجتمع الاستهلاكي الذي يمجد الشكل على حساب المضمون. فانقلبت الموازين وتغيرت نظرتنا وحكمنا على الأشياء. وهنا يظهر الحجاب قضية رئيسية، فبغض النظر عن شكله (سواء حجب رؤية الوجه أو فقط الجسد) فإنه غالباً ما يعّرض حرية واستقلالية المرأة التي ترتديه للتشكيك.. إن العمل ليس الغرض منه فرض معتقد ديني أو عرف اجتماعي على شخص لا يؤمن به، وإنما هو دعوة إنسانية للمساواة في حكمنا على الأشخاص وإعطائهم الفرصة لإثبات ذواتهم وتعطيل العاطفة وتغليب المنطق عند الحكم. هو دعوة للعودة إلى جوهر الدوافع لفهمها والقدرة على احترام الأشخاص الذين اختاروا اعتناقها، فالخمار الأسود الذي يثير اليوم فوبيا في كل مكان عام بالخارج كان منذ مئات السنين رمزاً للفتنة الخفية والسحر الطاغي ابتكره (الدارمي) كحيلة تسويق ذكية روج بها بضاعة صديقه، ومازالت الكثير من النساء يصدقن بل يؤمنّ بهذه الفكرة سواء قبلنا أم رفضنا ولا يستطعن رؤية الخطر الوشيك الذي قد يراه الآخر حين يلوح له هذا الخمار. العمل شاركت فيه 64 امرأة عاملة سعودية من شتى المجالات بتقديم صورة تمثل طفولتهن، تم تثبيتها من الأسفل لتعبر عن فكرة اختلافهن جوهرياً ولتعطي وجهاً يعوّض المتفرج عن غياب وجههن وراء الخمار ويشعره بالطمئنينة حيال شخصياتهن المجهولة. بل أن براءة الأطفال وابتسامتهن تعكس راحتهن النفسية وقناعتهن الخالصة بهذا الاختيار خلافاً لما يعتقده الكثير من أنهن مقموعات ومجبرات. ولكن رؤية هذه الوجوه تتطلب بعض الجهد من المشاهد، فعليه أن يتحرك ويمسك القطعة ويقلبها بنفسه ليرى الوجه المختبئ أسفلها تماماً مثلما نفعل حين نلتقي شخصاً للمرة الأولى ونجد أنفسنا مضطرين لتقييمه (سواء في مقابلة وظيفية أو غيرها) عندها يجب ان نلزم انفسنا ببذل الجهد لتعطيل كل ماقد يثيره شكله من مشاعر لدينا ونتيح له الفرصة ليعرض لنا قدراته.. وهنا يُطْرَح السؤال من جديد: هل أحدث هذا الوجه فرقاً في حكمه على إنجازاتهن حين كشفناه؟ |